قرية خزاعة – شرق خانيونس .
في فم التنين، في فمه تمامًا يسكنون، يتناوبون في حمل السيف وإبقائه مصوّبًا إلى حلقه، لا هم رحلوا، ولم يمت بعد التنين، غير أنّه يحيا حياة ميّتة، تنين ذليل، عار على هذه الأسطورة التي اخترعها الصينيون، أمّا هم فيحملون السيف، ويزرعون الورد، ويتزوجون، ويعيشون الحياة رغمًا عن أنف وفم التنين .
هناك .. في جنوبيّ الجنوب، تتسابق البيوت إلى الله، وتتزاحم الأرواح على باب الفردوس، فهذا يبعد بيته مائة متر، وأما ذاك فستون، وصاحب البيت المدمّر الذي يبعد عن الرشّاش الآلي عشرين مترًا، ولا زال يسكن بيته ويتوضّأ للصلاة، يبقى إلى هذه اللحظة، صاحب الرقم القياسي في غينيس الآخرة، والحاجز الوحيد على متن الدرجة الأولى، في خطوط طيران الجنة، ليس مجنونًا، هو أعقل العقلاء، لا باب في بيته ولا شبّاك، لا بيت في البيت أصلاً، كلُّ ما يملكه حجارة هرمة، وصبّارٌ عتيق، ودرّاجة نارية، ومعجزة .
” بيني وبين أهلي وناسي رمية حجر ” لطالما أصابتني القشعريرة والحنين حين يصدح سميح بتلك العبارة، تلك الرخاميّة في صوته حين يقولها، يجب عليك فعليّا أن تقف وبينك وبين أهلك وناسك وأرضك ووطنك وحلمك رمية حجر؛ حتّى تعرف مصدرها، وحتّى تصبح المسألة برمّها بعيدة عن فنٍّ ملتزم، أو حناجر حمراء، أو بكاء على الأطلال، إنما هو الواقع، لسنا نكره الدنيا، لسنا ندمن الموت، لسنا نهوى الظلام، لكن بيننا وبين ذلك كلّه، رمية حجر .. وغفوة أمّة.
عندما تصل إلى المفترق الأخير، تتجلى أمامك الصورة، إمّا أن تعود أدراجك فتسلم، أو تمضي يسارًا تسير بمحاذاة الحدود مع احتماليّة الشهادة، أما يمينًا فتستشهد قطعًا، وكذلك تفعل إن أنت تابعت إلى الأمام. الفلسطينيُّ السليم يُعرف من خياراته، كلُّ أربعة شوارع، أو أربعة أحلام أمامه، ثلاثة منها تؤدي إلى الله، وواحد فقط يؤدي إلى الدنيا، وعندما اخترنا أن نحاذي الحدود، لم نكن أبطالاً، لم نكن شجعانًا، لم نكن حمقى، كنّا ببساطة فلسطينيين، نتخذ القرار الذي يعجز معظم العرب الأشاوس على اتخاذه، نطبّق أوّل قاعدة نتعلمها في صغرنا، أن تسير بمحاذاة الموت حينًا، وتمضي إليه أحيانًا، ذاك هو الشيء الوحيد الذي يتكفّل بتطهيرك، حتى تعرف المذاق الحقيقي للحياة، والطريق إلى الله .
الأوسمة: الجنوب, حدود القطاع, خانيونس, زهر الرمان, سميح شقير
أوت 10, 2009 عند 10:35 ص |
نص راقٍ حتى الما لا نهاية!!
تعبير عن مبدأ.. إيصال لرسالة.. تفصيل لملامح!!
سبحان الله.. أي رفعة وصلوا إليها!!
أي هم عظيم يشعل هممهم!!
أي روح عبقة ينثرونها من حولهم!!
” لا هو موت ولا هو انتحار ولكنه أسلوب غزة في اعلان جدارتها بالحياة … ”
لأنهم من بين الملايين والألوف المؤلفة.. هم الأجدر..
هم الأرقى.. هم الأقوى.. هو الأصبر..!
لأنهم طاهرون.. ولأنهم مع الله فهو معهم!
تحية لقلمك أخي!
بارك الله فيك
أوت 10, 2009 عند 11:25 م |
في طريق الموت الاخير ما يحول بيني وبينه سوي اسلاك شائكة , نيَّة صادقة , ورصاصة
أوت 11, 2009 عند 8:56 ص |
“وَفي ذَلِكَ فَلْيَتنافَسِ المُتَنَافِسونْ”
هَنيئاًَ لكمـ الموت بِكرامه يا صديقي,, أتدري أحياناً أحسِدٌهمْ لأنهم يعيشون بِكرامه ويموتون بِكرامه !!
تلكَ الكلمه غابت عندنا وأصبحت من الماضي “المُنتَظرِ رجوعُه” أحياناً أوهِمُ نفسي بأنني أعيش كرامه كـ كرامتكم لَكنْ ما ألبث حتى أصحو على عارٍ جديد !! لأنتظر زمن الطّهر الذي أُعدُ به!
أوت 11, 2009 عند 8:59 ص |
نسيت شُكرك
ولا تنسَ “كُنْ بخير “
أوت 12, 2009 عند 12:09 ص |
“الفلسطينيُّ السليم يُعرف من خيارات”
نعم نعم نعم ..
اختصرت القضية محمود .. بكلماتٍ قليلة
كيف تفعلها ؟!
شعرت بالفخر و أنا هنا [أقرأ] !
أوت 13, 2009 عند 1:06 ص |
العابرة ,
الجميل يا اخيتي أنكِ لن تري أبدا على شفاهم إلا البسمة، وكلما اقترب المنزل من الحدود، ازداد صاحبه خفّة ظل!
لكِ أنقى التحايا .
أوت 13, 2009 عند 1:07 ص |
skoot,
أسأل الله يا صديقي أن يزول كلّ ما يحول بيننا وبين طريق الحق، كي نحيا بكرامة، أن نموت موتًا جللا .
أوت 13, 2009 عند 1:09 ص |
(***)
كلُّنا يا صديقتي يملك ما يستحق التهنئة عليه بطريقة أو بأخرى، فالخير في هذه الأمّة إلى يوم القيامة، المهمُّ أن نعيد ترتيب صفوف أفكارنا، قبل اعادة ترتيب حساباتنا البنكيّة .. في وقت الازمات طبعًا .
لا داعي للشكر عزيزتي، فمروركِ وحده يكفي : )
أوت 13, 2009 عند 1:10 ص |
إسلام صديقتي ,
أعتقد أن ” الفلسطيني يعرف من الخيارات ” كانت جملةً وليدة اللحظة، ولم أبذل جهدًا فلسفيًا ضخمًا لكي أكتبها، أنا ببساطة .. وقفت على مفترق طرق ..
بكِ دائمًا أسعد ,
أوت 13, 2009 عند 11:37 ص |
..
على هذه الارض ما يستحق الحياة !
//
من عى ذلك المفترق في بداية اليسار هناك بنفسج
منه لك عبق ..
: )
أوت 14, 2009 عند 10:27 م |
ومنّي له .. ولكَ .. قبلة
أوت 15, 2009 عند 12:47 م |
بالقرب من حدود الموت دوماً تشعر بالحياة ،
الحياة الحياة .
/
عَ جنب سلام لأهل خزاعة ^^
/
وَ .. تحايا لقلمك محمود .
أوت 16, 2009 عند 12:16 ص |
أهلاً نون,
والتحيّة لكِ كذلك، دائمًا .