.
نقيُّ أنا من الدّاخل، قطعة قماش بيضاءَ مكويّة.
نقيُّ أنا من الداخل، لم أسرق مصروف طفلةٍ بفستان أصفر في روضة القسّام، لم أضربها، أردت أن ألعب معها فحسب، وأمّا هي فامتلكت بلؤم فستانها ما يلزم لصدّي. نقيُّ أنا من الداخل، لم أبكِ في يومي الأول في المدرسة، لم يحزنّي أن أبي كان مشغولاً ولم يضعني بيديه على مقعدي، لم أرقب آباء البقيّة وهم يوصون الأساتذة على أولادهم، جلست في مقعدٍ متقدّم ستّة أعوام متتالية، صعدت منصّة المدير مرتين، مرّةً لأضرب، وأخرى لأُكرَّم، ومع ذلك كله، ظللت نقيّا من الداخل.
لم ألهو مع فتاةٍ باسم وطني خلسةً في حفل لشخص ما من العائلة، لم أحفظ اسمها صمًّا، حفظت اسم وطني فحسب، لم أرها قبل عامٍ من الآن تحمل طفلها الذي أرجو أن تكون قد سمّته باسمي، وأن يكون مختلفًا تمام الاختلاف عنّي، تستحق المرأة دومًا ابنًا افضل من زوجها ومن شاب عابث عشِق وجهها المنقّط أيام المراهقة.
لم أقنع طلاب الثانوية بالخروج في مظاهرة، وبناءً عليه، لم يفصلني المدير مدّة أسبوعين، ولم يكن لي دخلٌ البتّة بإضراب المدرسة عن ارتياد المقصف، ولم أسجن ثلاثة أيّام في مركز شرطة على تلّة قريبة، كنت نقيّا أيامها من الداخل، ولا أزال كذلك اليوم.
لم أفْصِل نفسي بنفسي من الجامعة، ولم أشتم في سرّي مناهجها، لم أكفر بدحش الدين في الأنف، لم يكن نشاطي الأخير في تلك المؤسسة الوقورة دخول الحمّام، ولم أنصح كلّ من فيها بأن يحترموا عقولهم ويغادروا.
لم أكتب شيئًا أنا، لم أقترف يومًا جرم الثرثرة، ذلك أنّي نقيُّ .. من الدّاخل.
الأوسمة: لله ثم للتاريخ, نقاء, أبيض, أسود, سيرة لاجئ
ماي 3, 2010 عند 5:55 م |
نقاؤك يدهشني
ويذكرني بأني لم أكتب هذا الرد
كن بخير يا صديق
ولا تلهو مجددا مع الجميلات
وكن كما الكل هنا .. أنقياء !!
ماي 3, 2010 عند 8:43 م |
و انا لم اقرأ هذه التدوينة ابدا
و لم ولا و لن اكتب هذا الرد 😀
استمتعت بقرائتك جدا .. جدا 🙂
ماي 3, 2010 عند 8:43 م |
و في كل مرة أقرؤك.. كأنني أدوّن ملاحظة تعلمتها منك لأمضي قدماً
مودتي
ماي 3, 2010 عند 9:10 م |
ناصع، وتلمع ..
وهذه مشكلة النقاء خاصّتك!
محمود ..
(F)
ماي 4, 2010 عند 8:56 ص |
ع الآخر 😀
ماي 4, 2010 عند 9:48 م |
` ذاكَ النقاء يجعل الـ “لم” تعبث في عقولنا
نقي انت ,,
و الأشياء الاخرى الكثيرة ..
ماي 5, 2010 عند 7:57 ص |
..
أنت صديقي وبناءً على ذلك
أنت غير نقي ، ملوث مثلي تماماً
ملوث بأشياء سأهمس لك بها لاحقاً !
ماي 5, 2010 عند 10:57 ص |
نعم نقي محمود وانا اشهد
و انه ليشبه علم ذو اربع الوان يجابه الريح في موانئ عكا
..
جميل محمود اليس كذلك