- عندما كان يقف صلاح خلف في وجه ملك الأردن ويهدده، وعندما كان محاصرو شاتيلا يمازحون الموت، وعندما قالت النسخة المحسّنة من العرب لاءاتها الأربعة في الخرطوم، وعندما صمدت حاميات الجليل حتى الطلقة الأخيرة، وعندما قال جيفارا “انت تقتل انسانًا”، وعندما تحدث ابو ذر عن الناس والجوع، وعندما أفتى المفتيون بحرمة زيارة الأقصى تحت الاحتلال، وعندما ولدت قصص حب في تل الزعتر، وعندما صمدت غزة تحت الرصاص المسكوب، ما الذي حصل ؟، الذي حصل أن موقفًا قد اتخذ، هذا الموقف الذي هو تركة الحق، الحرير الذي يخرج -ويا للعجب- من مؤخرة دودة واقعنا المرير.
الموقف الذي اتخذه غسان كنفاني، ناجي العلي، دلال المغربي الفتاة الخجولة في دكان الخياطة في شاتيلا، والفدائية التي لا تقهر في شوارع فلسطين المحتلة، جورج عبد الله، وغيرهم من أصحاب المواقف، من رافضي أنصاف الحلول، وانصاف القضايا، وأنصاف المواقف. هذا الموقف الذي ما أن تتخذه حتى يُحظر على أيّ كائن بشري أو حيواني أن يتساءل عن “خلفيتك” ومأربك وما ترمي إليه، الموقف يعرّيك من أي تصنيف سياسيٍّ أو ديني، يجعلك صاحبَ موقف، وب”صاحب موقف ” فقط تكون معرّفًا، بين ملايين النكرات.
إذًا، أهلاً بزيارة نجاد إلى لبنان، وأهلاً بموقف رئيس الوزراء التركي، ومن خلفه سياسات حزب العدالة والتنمية وألفُ أهلاً بتسلّح حماس تحت الأرض، وطقم كامل من الزغاريد أرسلها مع الطير الطاير إلى تشافيز لفوزه في الانتخابات النيابية، ومثلها لمهندسي التصنيع في الحرس الثوري الايراني. ذلك أني حين أنحاز، حين أبصق على التلفاز فور رؤيتي السيد محمود عباس، أو سلام فياض، أو سمير جعجع، أو صقر صقر، أو بن لادن، أنا لا أقترف فعلاً قذرًا، لا أتشيّع، لا أتحدث التركية، لا أحدث شرخًا في جدار القومية العربية العتيد، لا انتمي والعياذ بالله الى الاخوان المسلمين، أنا ببساطة شديدة أتخذ موقفًا، الموقف الذي بقياساته الدقيقة وحده يستطيع استيعاب طولي الفارع وقامتي الرفيعة، موقفٌ لا يلزمني لكي أتخذه أن أفنّد انتمائي، أو ايماني الذي هو في حقيقته خليط من الماركسية والعلمانية والاسلام.
- يقيم الاتحاد الاوروبي مسابقة يريد فيها من الشباب الفلسطيني أن يعبّر بست كلمات كحدِّ أقصى عن أثر الدعم الاوروبي على حياة الفلسطينيين، ويرصد لذلك جائزةً هي لابتوب أو هاتف خليوي. ليس خفيًا أن الغاية من تحديد التعبير في ست كلمات غرضه البحث عن الرمزيّة، وسهولة كتابة الشعار على ملصقات ونشرات الاتحاد الاوروبي وما على شاكلتها من المجلات المدعومة باليورو، ومن ذلك المنطق، منطلق الرمزيّة، قررت التعبير عن أثر الدعم المبارك على حياة الفلسطينين بدون كلام، بـ 0 كلمة، وصورة واحدة، وليجتهد في مسابقتي شعراء الأرض وكُتّابها من الشباب المدعوم أوروبيًا :
يرجى ارسال اللابتوب، أو الهاتف الخليوي، أو كليهما، إلى فلسطين، قطاع غزة، مدينة غزة، موقف السّاحة الدولي، وتسليمها إلى أي عابر طريق/صاحب موقف.
الأوسمة: فلسطين, قطاع غزة, لا تصالح, موقف, إيران, الاتحاد الاوروبي, الدعم الاوروبي, بيان رقم 1, تركيا, تشافيز, جيفارا, حكومة فياض, سيرة لاجئ, صلاح خلف
أكتوبر 12, 2010 عند 12:29 م |
حلوة النستولوجيا
الناس يا أخي تمسحت.. بطل عندها لا موقف ولا غراب البين
أكتوبر 12, 2010 عند 9:23 م |
مش كلهم، على الأقل، مش أنا، ولا انت.
منوّر
أكتوبر 14, 2010 عند 11:22 ص |
مين صقر صقر؟ هل تقصد الفتى الطائر عقاب صقر؟!
أكتوبر 14, 2010 عند 11:45 ص |
كنت اقصده عندما كتبت، ولم أنتبه إلى الخطأ المطبعي إلا بعد تنبيهك، بس مش رح تفرق، صقر صقر، أو عقاب صقر، نحن أمة كل صقورها حمام، حمام خاين.
منوّر.
أكتوبر 14, 2010 عند 6:27 م |
وعلى اعتبار أن ” العُقاب ” هو في النهاية طير جارح، خاصة عندما يتعلق الأمر بالمشروع الإيراني في لبنان ممثلا بآيات الله في الضاحية الجنوبية.
أكتوبر 20, 2010 عند 6:46 م |
التدوينة ، الأروع ، الأقوى ، الأكثر تعبيراً
جميلة جدا تدوينتك
أعجبني العلم اليوروفلسطيني
كل الاحترام ،،
ديسمبر 17, 2010 عند 7:16 م |
أهلين محمّد
أكتوبر 21, 2010 عند 12:25 م |
كيف تؤمن بخليط من الماركسية والاسلام والعلمانية؟؟؟؟
قلها لطفل صغير لينفجر ضحكاً..
الماركسية تقوم على اساس علمي، ترفض الاديان، تطمح للمساواة والعدالة الاجتماعية….الخ من البيانات الحزبية الموجهة “للجماهير العريضة”…
الاسلام… تعرفه جيداً، وتعرف ايضاً ما هي المبادئ والاسس التي تقوم عليها الدولة الاسلامية والفكر الاسلامي، اذا ما اعتبرنا ان الدولة الاسلامية انعكاس لهذا الفكر…
العلمانية.. حرية تعبير، رأي ، مشاركة، ولكن نظام سوق مفتوح، وظلم طبقي…
فهل تجدنا اطفالاً لتقول لنا نظريتك الجديدة وتتوقع منا ان نصفق نظراً لأنك شخص مبدأي راديكالي وجذري، وتشتم هذا وتمجد هذا؟؟؟
الوعي هو اهم من كل شيء وان تحدد الفكر الذي تنتمي اليه شيء اساسي ليرشدك للطريق الذي يجب ان تسير فيه.
ليس من المفروض ان تكون من هذا الموقف او ذاك بل تستطيع ان تخلق الطريق الجديد الصحيح…
وبالمناسبة، فكر قليلا ً ماذا سيحدث لماركس او للرسول محمد اذا سمعا بنظريتك الجديدة، اعتقد انهما سيصدرون نسخ “لسطحيي الفهم والادراك” ليستطيعوا فهم الايديولوجيا بشكل افضل، وبدون الحاجة الى “صف الكلام” ليشعرونا بثقافتهم…
ديسمبر 17, 2010 عند 7:17 م |
الفلاح الاحمر، اشكرك، وأثني على نفسي حين قلت الذي قلته لان لابدّ كان مهمًا ليُخرج منك هكذا رد.
نوّرت
ديسمبر 17, 2010 عند 6:49 م |
رائِع أنت . إنّها لخسارة أن بعض التشويش حلّ بأيّامي وحال دون إيجادك ، صدفة . أحيّيك *
ديسمبر 17, 2010 عند 7:17 م |
أجمل الأشياء تأتي صدفة، والأشخاص.
أهلاً اسراء
ديسمبر 18, 2010 عند 10:29 م |
راية وموقف…
عندما كان يقف صلاح خلف في وجه ملك الأردن ويهدده، وعندما كان محاصرو شاتيلا يمازحون الموت، وعندما قالت النسخة المحسّنة من العرب لاءاتها الأ……