من الأوّل، من أوّل الأول، من الجليل، دير الأسد، الغابسيّة، شعب، ترشحيا، من بيروت، برج البراجنة، تل الزعتر، شاتيلا، من عمّان، القاهرة، من فلسطين، ومن الأوّل الأوّل تبدأ هذه الرواية الكبيرة، تبدأ بالنكبة، تحكي عن النكبة، وعن المنكوبين، وتأخذ في نهايتها القارئ إلى جانب هادئ من الثورة الفلسطينية، نعم للثورات جوانب هادئة، لكننا نجهلها لأننا نجهل كيف نبدأ من الأوّل، لا نقتنع بان الثورات، بأن الموت، انما وجد لتحقيق المستحيل، لا الممكن، الممكن يمكن عمله في مختبر، أمّا النصر فيحتاج ثورةً، وموتًا وحبّا، ورواية.
“باب الشمس” رواية كبيرة جدًا، ولا أقصد هنا صفحاتها التي تتجاوز المئات الخمس، أقصد فحواها، إنها رواية كبيرة، فيلم وثائقي مكتوب وممتد على مدى عقود، ضفائر سوداء وناعمة لا سلطان عليها إلا للريح. وكأيّ كبير، فإنّ انطباعي عنها كبير، كرهتها، وأحببتها، مللت منها، وملّتني، لكنني أكملتها، من ألفها إلى يائها، من الغيبوبة إلى الغيبوبة، ومن نهيلة 1، إلى آخر إصدار من نهيلة التي صرخت في وجه محققي الأرض ” أنا شرموطة ” فخرجت من قسم الشرطة تقطر شرفًا. السيرة الذاتية للكاتب الياس خوري سيرة متشعبة، لكنها لم تقنعني بتاتًا أن ذلك يكفي لكي يكون روائيًا جيدًا، الذي أقنعني هو ما كتب، ما أخرج، ما فتح من أبواب في باب الشمس.
يونس الأسدي، ابو ابراهيم، وابو صالح، هو بطل الرواية الصّامت، هذا اللاجئ استطاع أن يأكل فلسطين بعد أن صيّرها برتقالاً، وأن يقطع الحدود جيئةً وذهابًا بعد أن صيّر نفسه ذئبًا للجليل. يقبع يونس في غيبوبة طوال الرواية، هذا في خط الزمن الرئيسي، لكنه يستيقظ ويحارب مع حامية شعب، يسب على جيش الانقاذ، ويضاجع حبّ حياته نهيلة، هو في غيبوبة في خط الزمن الرئيسي، لكنّه حيُّ يرزق ويتنفّس ويحكي في التفرُّعات. الدكتور خليل ليس طبيبًا، ولا ممرضًا، هو يرتدي رداءً أبيضًا ويكتب وصفات الأدوية وهذا كلُّ ما في الأمر، يحبُّ شمسًا التي زوّجت نفسها لغيره بالرصاص، لم ير والده، وشارك في حرب تمترس فيها وراء الجهل، جهل سبب الحرب وطرفها الآخر.
أكاد اجزم باستحالة حفظ جميع الشخصيات، ورسم ملامح مستقلة لكل منها، إلا ربما بقراءة الرواية بتفرغ تام، الأمر الذي لم أفعله، قرأتها في خضم فعلي أشياءَ أخرى كثيرة، شعرت أن جملها القصيرة غبية في كثير من الأحيان، وأن أسلوب استحضار الشخصية بالسؤال المعهود ” هل حكيت لك عن .. ” أسلوب سطحي أكثر من اللازم، لكن الصورة العامة عمومًا ستُرسم حتى وان كان الرسم تخطيطيًا، خريطة، لو قُرأت باب الشمس قراءةً سريعة نوعًا ما، مصحوبة بالكثير من السجائر، وبقلم رصاص، فإنّ الناتج في ذهن قارئها خريطة.
الرواية هدية من صديقة، صديق آمنت مثلي أننا ” جيلٌ لم ير شيئًا “، وقررت أن تعين نفسها وتعينني على التخيّل، تمهيدًا للرؤية، الرؤية التي فارقت خليل في آخر الآخر، فصارت الصورة إمرأة، أو صارت المرأة صورة.
من الفيلم القائم على الرواية :
الأوسمة: فتح لاند, قراءات, لبنان, مكتبة ايفان, مخيمات لبنان, القوات اللبنانية, النكبة, الياس خوري, الجليل الأعلى, باب الشمس, ترشيحا, دار الآداب, سيرة لاجئ, صبرا وشاتيلا
أكتوبر 18, 2010 عند 3:57 م |
يا ريت كنت أعرف احكي عن الكتب متل مابتحكي انت
كان هذا الكتاب يحتل مكانا بقائمتي ولم أعرف عما يتحدث تحديدا
الآن عرفت لما أنجذب لهذه الكتب كالمغناطيس لأني أحب القراءة عن فلسطين ولأصحابها
أكتوبر 18, 2010 عند 4:42 م |
[…] مدونة لاجيء […]
أكتوبر 22, 2010 عند 8:15 ص |
صباح الخير محمود
جمعة مباركة ..
الرواية كانت جميلة، ولكنها طويلة أكثر من اللازم.
بالنسبة للفيلم شاهدت نصفه ولم يعجبني كثيراً.
أكتوبر 22, 2010 عند 6:40 م |
” مني وعلي ،.. لو خيروني كنت اخترتْ أكون فرنسية شقرا ،.. بفستان أزرق حريري .. بترقص الباليه في جادة مطلة ع السين .. و بتتغنى بعبقرية روسو الفذة ..”
الثورة تسأم ، نعم تلك الثورة المنتظرة تسأم الانتظار ،.. تسأم كونها مغناة مكتوبة محكية مرقوصة ، فيه حين تفتقر للفعل الحقيقي الموؤود بالمجازات .. بات الحديث عن الثورة كمن يلامس بقدميه الارض وينصاع لسلطة وضعية، في حين كان هائما طائرا سعيداً ، ان كون الفلسطيني أديباً ليس كما الجميع موهبة و سلطنة ما بعدها سلطنة ، وانما انعكاس طبيعي لما يعايشه ، فالفرص والاحتمالية لأن يكون أديبا تتناسب طرديا مع قساوة ما يدور حوله ..
لذا فلنبق هائمين .. طائرين نقرأ ” باب الشمس ” .. ونعشق فلسطين في الأغلال، ونلعن الثورة وناسها ..
ديسمبر 18, 2010 عند 10:30 م |
باب الشمس | من الأوّل…
من الأوّل، من أوّل الأول، من الجليل، دير الأسد، الغابسيّة، شعب، ترشحيا، من بيروت، برج البراجنة، تل الزعتر، شاتيلا، من عمّان، القاهرة،………