وأعرّي شجر الزيتون*


فلسطين - 12 آب ذكرى تل الزعتر

فلسطين - 12 آب ذكرى تل الزعتر

آفة حارتنا النّسيان، يقول نجيب محفوظ.

والنسيان، كما أظنّه قصده، هو ذاك الذي يتسلل، لا الذي يتم إدخاله عمدًا، إلى بيوت الذاكرة. النسيان العادي، الناعم، الذي لا يملك أجندات خارجيّة. ومع ذلك فهو في رأي الراحل الأديب، ورأيي المتواضع، آفة ومصيبة سودة. فما بالكم بنسيان متعمّد، بمنظومة كاملة يُراد بها شطب الذاكرة وجعل النسيان إدمانًا وصلاةً تُقرّب المواظب عليها إلى قلب الحاكم وفردوس “الواقعية السياسية”، منظومة يأتيها الدعم من أقصى شمال أوروبا ومن بلاد النفط. تختلف العناوين والغرض واحد: النسيان المعتمّد وخلق جيل لا يملك مساحة في التّاريخ، ولا يجرؤ على أن يضع اصبعه في عين المستقبل، جيل لا يعلم أن الفارق بين البندقيّة والوردة فارق توقيت لا أكثر. بماذا يوصف ذاك النوع من النسيان الذي يراد لنا أن نمارسه؟ النسيان الذي سيعمينا عن بوستر كهذا طبع قبل حتى يفكر الهبيلة أبو مازن في كل هذه الدوشة إزاء ايلول ويزمّر له الحالمون بدولة جيب الكنغر. أعتقد أن بئرًا من الخراء ليترفّع ويرفض بكل قواه الخرائيّة أن يشبّه به، فهو نسيان الاتفاقيّات، والعناوين المبدّلة، والنصف موقف، والربع محاولة. ولذا؛ هذه محاولة صادقة للضغط في الإتجاه الآخر، في إتجاه الذاكرة، في إتجاه البعد عن الآفة، ونحو حارة أفضل.

.

.

تظهر في الفيديو أعلاه مجموعة عشوائيّة من البوسترات، صادرة عن فصائل فلسطينية، الحركة الوطنية اللبنانية، منظمة التحرير الفلسطينية، جبهة البوليساريو، الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية، واتحاد الفنانين التشكيليين. ثمّة أيضًا بوسترات دعم للقضية الفلسطينية من كل العالم، دعايات لأفلام في دور السينما الفلسطينية، منشوارت صادرة عن الهلال الاحمر الفلسطيني، أغلفة مجلات، لوحات لفنانين أمثال اسماعيل شموط وناجي العلي، أزياء تراثية فلسطينية، وصور توثق بعض المسيرات والندوات. تلك المجموعة العشوائية جزء من مجموعة أكبر يزيد عددها عن 1000 بوستر على نفس الشاكلة يمكن تحميلها من خلال الرابط التالي: Posters.

أضعها، كمجموعة أولى قد تكون متوفرة عبر مصادر أخرى لا أثق في دوامها، في ذكرى سقوط مخيّم تل الزعتر الذي يشمّ عبيره في كثير منها؛ لنحفظها، فتحفظنا. لنعلّقها، فترفعنا. لنتأملها، فيتجدد الايمان، لتنشر وتنتشر، وتظلّ معلقة على ما تبقى من جدران حصون الأغنية، وليتعرّى شجر الزيتون .. من كل الغصون الزائفة.**

.

الأوسمة: , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , ,

3 تعليقات to “وأعرّي شجر الزيتون*”

  1. fs7atamal Says:

    بظنش انو مشكلتنا اسى هيي باحيائنا ذكرا تل الزعتر أو بتجميع العدد الكافي من البوسترات…
    السؤال هو وين كنا لما صار اللي صار بتل زعتر , ويننا اسى من دم شهدا تل زعتر…؟!

  2. بهاء الدين Says:

    محمود..أتابعك منذ فترة في الجسد و كفلسطيني لا أستطيع إلا الإنحياز لك و لقناعاتك الوطنية, الذاكرة ليست دوما و بالضرورة ملاذا آمنا أو غارا مطهرا, إن قُدر لك يوما ان تختار بين ماضِ لا تعرف عنه إلا الجميل و بين مستقبل لا تعرفه منه إلا المخيف فأختر القادم فهو ما يستحق فالماضي يا صديقي خادع و كاذب, محمود..فلسطين لا تحتاج للشهداء و لا لمن يحملون النعوش, فلسطين تحتاج للعلماء, أتمنى أن تتخرج بمعدل يليق بكل هذا الحزن الذي تحمله

  3. مقلوبة Says:

    قتلوه غدرا محفوظ.. ولكن لا بأس فقط كتبه التاريخ.. استمر..!

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s


%d مدونون معجبون بهذه: