اسمعوا، أنا لا أحب الموت. أنا احبّ أبنائي, وأتمنى أن اعيش ويفرج عني لأعانق فتحيّة وحاتم وأحيا مع زوجتي ونربيهم معًا. لكنني لا أخاف الموت، ولن أجبن، وسأخوض المعركة معكم . اليوم تتجلى الحياة في رفض العبودية. هذه معركة مفروضة وسأشارك فيها حتى آخر نقطة من دمي.
أشرقت شمس 5/7/1970. اخترق نورها شقوق لوح الصّاج الذي يغطي نوافذ غرف سجن عسقلان. إنّه يوم التحدي وثاني يوم إضراب في تاريخ إضرابات الأسرى الفلسطينيين المفتوحة عن الطعام, فقد جرى أول إضراب في سجن الرملة في سنة 1969، ودام أحد عشر يومًا. الساعة السادسة والنصف صباحًا. تقدم ضابط العدد الاسرائيلي موشيه وناوله أحد الأسرى قائمة بمطالبهم كُتبت على ورقة علبة سجائر, فالدفاتر لم تكن تدخل السجن بعد. قرأ موشيه قائمة المطالب, وانطلق يسأل الأسرى في غرفهم: – مش عايزين تاكلوا. – لا لنا مطالب.- حتاكلوا بالقوة.